کد مطلب:240900 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:179

اس الشی ء و فرعه
قال الشیخ الطریحی: و فی الحدیث «إذا قام القائم - علیه السلام - رد البیت إلی اساسه، و رد مسجد الرسول إلی اساسه و رد مسجد الكوفة إلی اساسه» الإساس علی فعال، بكسر الفاء: جمع أس بالضم كخفاف جمع خف، و الأس أصل البناء، و منه: «الإمامة أس الإسلام النامی» أصله... [1] .

یرید بقوله و منه: «الإمامة أس الإسلام النامی» الكلمة المبحوث فیها هنا.

و منه:



أسس علی العلم ما ترجو بنایته

فالجهل ینقض ما یبنی علی جرفه [2] .



و الغرض من قوله علیه السلام «الإمامة أس الإسلام...»: أی أصله بقرینة «و فرعه» أما كون الإمامة أصل الإسلام فمعلوم إذ لولاها لما كان له قیم یقیم أركانه و یمنع من الإطاحة به وقد جرت سنة الله عزوجل فی تبلیغ أحكامه و أوامره و نواهیه بإرسال الرسل للناس و إنزال الكتب و من المعلوم أن الإمامة و هی الخلافة، استمرار للرسالة و الحفاظ علی معطیاتها إلی آخر الدنیا.

و من ثم وجب أن لاتخلو الأرض من حجة و إلا لساخت بأهلها لوخلت ساعة منه كما نصت علیه نصوص أهل البیت علیهم السلام فقد روی الشیخ الكلینی طاب ثراه



[ صفحه 99]



الحدیث العلوی:

«اللهم إنك لاتخلی أرضك من حجة لك علی خلقك»، [3] و الباقری: «... و لاتبقی الأرض بغیر إمام حجة الله علی عباده»، [4] و الصادقی: «لو بقیت الأرض بغیر إمام لساخت»، [5] و الكاظمی: «إن الأرض لاتخلو من حجة، و أنا و الله ذلك الحجة»، [6] و الصادقی «لو لم یبق فی الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة». [7] .

قوله علیه السلام: «الإسلام النامی» من النمو: الزیادة أی زیادة المعتنقین للإسلام و أهله إذا علموا أنه هو الذی یضمن سعادة الدارین و الحیاة الطیبة إذا طبق و عمل بتعالیمه القیمة كما أن الناس لو علموا محاسن كلام أهل البیت لا تبعوهم الحاكی عن محض الإسلام علی ما نطق به الحدیث. [8] .

و لایراد من النمو زیادة أحكام الإسلام إذ حلاله حلال إلی یوم القیامة، و حرامه حرام إلی یوم القیامة كما فی النبوی. [9] .

قوله علیه السلام: «و فرعه السامی» أما كون الإمامة أصل الإسلام فقد سبق بیانه، و كیف یكون (ما هو الأصل له) فرعا عنه؟ و هل تكون الإمامة أصل الإسلام و فرعه معا؟

الجواب نعم تكون الإمامة كذلك، أصلا له فلكونها الحفاظ و الحوط لولاها لاضمحل و اندرست معالمه، و أما أنها فرع الإسلام فلأن الله عزوجل هو المقصد الأعلی و إنما شرعت الشرائع و الرسل لطاعته تعالی.



[ صفحه 100]




[1] مجمع البحرين في (أسس).

[2] أمثال و حكم 173:1 في الأصل «بنيته» صححناه بما في المتن و يمكن تصحيح البنية أيضا بمعني وسطه و معظمه و منه المثل: دع عنك بنيات الطريق أي عليك بمعظم الأمر. مجمع الأمثال 269:1 حرف الدال.

[3] أصول الكافي 178:1.

[4] أصول الكافي 179:1.

[5] أصول الكافي 179:1.

[6] أصول الكافي 179:1.

[7] أصول الكافي 179:1.

[8] الوسائل 66 - 65/18 باب 7 من أبواب صفات القاضي، الحديث 52.

[9] الوسائل 124:18 باب 12 من أبواب صفات القاضي، الحديث 47، الأمثال النبوية 378:1، رقم المثل 240، حرف الحاء مع اللام.